تناولت الدراسة قضية عزل الإمام الصلت بن مالك في عام 272 هـ (885 م)، وهي القضية التي أدت إلى انقسام كبير في المجتمع العماني بين مؤيد ومعارض.
أسباب عزل الإمام الصلت كانت متعددة، منها تقدمه في السن وضعفه عن إدارة شؤون الإمامة، واستعانته ببعض الولاة والموظفين غير الموثوق بهم، وتدخل ابنه شاذان في شؤون الحكم.
نتائج عزل الإمام الصلت كانت وخيمة، حيث أدت إلى حرب أهلية طويلة الأمد بين القبائل العمانية، وتدخلت فيها قوى خارجية مثل العباسيين والقرامطة والبويهيين، مما أدى إلى سقوط الإمامة الثانية في عمان.
أثرت قضية العزل على الفكر السياسي العماني، حيث ظهرت مدرستان فكريتان رئيسيتان هما الرستاقية والنزوانية، واختلفتا في تفسير الأحداث وتحديد شروط الإمامة وموجبات عزل الإمام.
كان للعلماء دور كبير في الأحداث السياسية في تلك الفترة، حيث انقسموا بين مؤيد ومعارض للإمام الصلت، وحاولوا تبرير مواقفهم الفقهية والسياسية من خلال الاستشهاد بالنصوص الشرعية والتاريخية.
أدت الانقسامات الداخلية والحروب الأهلية إلى إضعاف الإمامة وفقدانها للسيطرة على البلاد، مما سهل على القوى الخارجية التدخل والسيطرة على عمان.
استمرت حالة عدم الاستقرار السياسي في عمان لفترة طويلة بعد عزل الإمام الصلت، حيث شهدت البلاد صراعات قبلية وتدخلات خارجية متكررة، وتراجع دور العلماء في الحياة السياسية.
كان للمدرستين الرستاقية والنزوانية دور في إثراء الفكر السياسي العماني، حيث ناقش العلماء قضايا مهمة مثل الشورى والعدالة والولاية والبراءة، وساهموا في تطوير الفقه السياسي الإباضي.
رغم الآثار السلبية للانقسامات والصراعات، إلا أن قضية عزل الإمام الصلت وما تلاها من أحداث ساهمت في إثراء الحياة الفكرية في عمان، وأدت إلى ظهور العديد من المؤلفات والكتابات الفقهية والسياسية التي أثرت التراث العماني.