دراسات وفلسفة وفكر - في المخزون
تأتى مساءلة قصيدة النّثر العُمانية من منطلق رؤية التّداخل بين الشّعرى والسّردى فيها، وهو فى حقيقة الأمر مساءلة نقدية لحضور الشّعرية بوجه عام، شعرية تتماهى فيها القصيدة العُمانية مع حركية القصيدة العربية وتطورها مشحونة برؤى الحياة، وخلخلة القيم المتوارثة مع نسيج السّياق الثّقافى العربي؛ هكذا تتناسل القصيدة العُمانية، وتتجدد مع عاصفة تغير بُنى القصيدة، واختراق بنائها بشكل عام، وإعادة بناء قوامها بحلية جديدة تحكمها علاقة داخلية تمثّلت بالذّات المتشظية مع نفسها، وأخرى خارجيةً بتفاعلها مع المحيط حولها بما هو معرفى وثقافى وإنسانى ووجودي؛ وبهذا استطاعت القصيدة العُمانية على غرار القصيدة العربية تحطيم الثّوابت، وإعادة بناء خصائصها الفنية، وإنتاج ثيماتها الموضوعاتية التى تتسق مع الحياة الجديدة بما فيها من كينونةٍ شعريةٍ، ومرتكزات نقدية.