تاريخ - خارج المخزون
تَتتبّع هذه الدّراسة الأوضاعَ الداخليّة لعُمان في عهد السّلطان تيمور بن فيصل (1913-1932م)، فقد كانت تلك الفترة مهمّة وحاسمة في تاريخ عُمان الحديث؛ لأنّها شهدت تحوّلات ومعطيات جديدة على السّاحة السياسيّة الداخليّة، فقد شهد عام 1913م تولّي السّلطان تيمور الحكمَ، وجرى فيه إحياءُ إمامة القرن العشرين الميلاديّ في الدّاخل من عُمان، كما أنّ هذا العام كان مقدّمة لقيام الحرب العالميّة الأولى التي انعكست آثارُها على أوضاع عُمان الداخليّة، أما عام 1932م فقد تنازلَ فيه السّلطان تيمور عن الحُكْم لابنه السّلطان سعيد.
وتحاول هذه الدّراسة إبراز جانب مهمّ من التّاريخ السّياسيّ العُماني الحديث، وما ترتّب عليه من آثار اقتصاديّة واجتماعيّة وتعليميّة على السّكان في السّاحل والدّاخل معًا، وكذلك رسم صورة عن الأحداث التي شهدتها عُمان في ظلّ الصّراع الدّاخليّ حينئذٍ في إطارٍ علميّ. وقد اعتمد الباحثُ المنهجَ التاريخيّ المعروف بقواعده المحدَّدة من استقصاءٍ للمعلومات ونقدٍ لها، محلِّلًا المادّة العلميّة ومعلِّقًا عليها ومستقرئًا إيّاها للخروج بنتائج جديدة.
واستندت الدّراسة إلى العديد من المصادر والمراجع والمقالات والرّسائل الجامعيّة باللّغتين العربيّة والإنجليزيّة، إلى جانب مجموعة من الوثائق البريطانيّة المنشورة التي تكمن أهميّتها في احتوائها على المراسلات التي جرت بين الوكيل السياسيّ في مسقط، والمقيم السياسيّ في الخليج، أو تلك التي دارت بين ممثّلي الحكومة البريطانية في المنطقة مع المسؤولين البريطانيّين في الهند وغيرها.