أدب وروايات - خارج المخزون
تقع مكتبتي في غرفة نومي. وهي عبارة عن عددٍ من الأرفُف الطّويلة العريضة التي تشغل الجانب الأيسر من الغرفة. مع مرور الأيام امتلأت الأرفُف فزحفَت الكتب إلى الأرضيّة المجاورة لها، ثمّ أخذت تحبو كالجعلان إلى أن تسلّقت السّرير. ولا أرى هذا بالأمر السيّئ إذا ما استذكرنا تشبيه أحلام مستغانمي للكتب الجيّدة بالنّساء الجميلات. هذه نقطة. والنّقطة الأخرى أنّ العشرات يقتحمون مكتبات أصدقائهم ويستعيرون -وأحيانًا كثيرة يسرقون- ما تطاله أيديهم، لكن؛ مَن ذا الذي يجرؤ على اقتحام غرفة نوم المرء إلّا خاصّة الخاصّة!
مئات الكتب تنظر إليَّ ليلًا وأنا نائم، خاصّة أنّني ممّن ينامون عادةً والمصباح مضاء (ولا دخل لـ”الفوبيا” بهذا الأمر، بل للكسل). تنظر إليّ. تتأمّلني، تتصفّحني، تقرأني من الغلاف إلى الغلاف، تستمع إلى سيمفونية شخيري من دون تأفُّف، ولا أشكّ مطلقًا أنّها تتعاون فيما بينها في الليالي الباردة لتلحفني بالملاءة.