أدب وروايات - في المخزون
"عجيبٌ أمرُ هذه الأنثى، يتداول الناسُ اسمَها مذيّلًا بتاء التّأنيث، لكنّه تذييل زائف، وقعتْ هي في شِرْكِه أوّلًا، حين كانت طفلةً تحدّقُ في المرايا وهي ترتدي (مكاسي العيد)، وتضع على مقدمة شَعرها تاجًا ملوّنًا بألوان قوس المطر، ثم تخرج مباهيةً أترابها بمنمنمات أنثى تفتِّش عن حلو الكلمات، ونعومة المديح، وجمال الوصف، فتمتزج النّظرات، وتطفو الضّحكات، وتتراقص الضّفائر، وتنتشي الكفوف بحمرة الحنّاء، ثمّ لا تلبث أن يطال شباكَها عمرُ المراهقة، حيث شططُ الانتظار لتلك النّتوءات النّامية.. تتمسمر عند مرآتها، تقيس خصرها، وتلامس جسدها براحتها، ترقبه وهو يتأهّب لملاقاة إرهاصات الأنوثة المنتظَرة، تستشعر حمحمةَ روحها التوّاقة لمجاراة النّسوة وعالمهنّ الحافل بالدّهشة، لكن كلّ ذلك لا يلبث أن يتلاشى، لتستفيق عيناها الحالمتان على حقيقةٍ مُرّة؛ هي ليست ككلّ النّساء!".