تاريخ - في المخزون
عرفت العديد من الأماكن أو المدن أو البلدان بأنها رباط، وعرفت بلام التعريف أو بالإضافة ليصبح هذا الوصف علماً لها. مثل الرباط عاصمة المملكة المغربية حالياً. وعندنا في عُمان كان هذا الوصف أو هذه العَلَميّة من استحقاق مدينة دَمَا (السيب) خلال فترة الإمامة الثانية في عمان التي كانت بدايتها عام ١٧٧هـ ونهايتها عام ٢٨٠ هـ. خلال هذه الفترة التي ليست بالقصيرة اكتسبت دما أهمية كبيرة حيث صارت رباط المسلمين في عمان واشتهرت بأنها معقل رباط المسلمين، ولعل السبب في ذلك أنه لما صارت نزوى هي العاصمة بدلا من صحار كانت دما أقرب بلدة بحرية إلى نزوى، فتم اتخاذها رباطاً، وجعلت ثغراً إسلامياً لعمان، وقد ازدادت أهميتها في عهد الإمام غسان بن عبد الله ( ١٩٢ - ٢٠٧هـ) وذلك أن عمان في عهد هذا الإمام تعرضت لأعمال قرصنة بحرية قام بها قراصنة أو إرهابيون بالتعبير المعاصر - من الهند، وكان أولئك القراصنة لديهم بوارج - وهي السفن الكبيرة - ويغزون بها شواطئ عمان يقعدون بأطراف عمان ويسلبون منها ويمضون إلى ناحية فارس والعراق وربما يسيرون بناحية دبا وجلفار، وكان ذلك العمل الإرهابي حافزاً للإمام غسان على تكوين أسطول بحري يكون قادراً على صد وضرب القراصنة الإرهابيين البحريين.