تاريخ - في المخزون
أولى الرّحالة والمـؤرخـون اهتمـاماً بجنـوب شـرق شبـه الجـزيرة العـربية؛ بـلاد بنـي بوعلي؛ فقد كُتبت عن هذه المنطقة كتاباتٌ متنوعةٌ بين مختصرةٍ ومطوّلةٍ، وأُلّفت في تاريخها رسائل جامعيةٌ عديدة.
يتتبّع الباحث أحمد بن خميس السنيدي في كتابه هذا، ما تناثرَ في بطون الكُتُب ممّا يخصُّ بني بوعلي في نَسَبهم، ومواطن انتشارهم، وجوانب التَّنظيم في حياتهم الاجتماعيَّة والإداريَّة. ويجمع ما سطره المؤرّخـون عـن هذه القبيلة، ويدوّن روايات كبار السن في ما يتعلق بكيفية اجتماعها على أميرٍ واحدٍ بعد أن كان أفرادها متفرّقين متناحرين. ويتطرَّق السنيدي لما حدث في زمن كلِّ شيخٍ من شيوخ القبيلة من أحداثٍ سياسيَّة أو قَبَليَّةٍ، ومن أبرزها التعرُّض لمصالح بريطانيا في مياه بحر العرب، وما تلاه من حربَين كان النَّصرُ في الأولى منهما حليفَ بني بوعلي. ومن أبرز الأحداث كذلك مسيرُ بني بوعلي إلى مسقطَ ثلاثَ مراتٍ؛ الأولى لمؤازرة السَّيد تركي بن سعيد عام 1871م، والثانية لنُصرة السُّلطان فيصل بن تركي عام 1895م، والثالثة وفاءً للسُّلطان تيمور بن فيصل عام 1913م.
ولأنّ الأحداث التاريخية متشابكةٌ، وبني بوعلي ليسوا بمعزلٍ عن محيطهم، فقد حرص الباحث على ذكْر ما جرى بينهم وبين جيرانهم من أحداث، كما قام بتوضيح ما كان من غموضٍ في كتابات المؤرخين عنهم، أو تصحيح خطأ في أسماء الشّخصيات أو الأماكن، أو دفع تهمةٍ أُلصقت بهم دون وجه حقّ.