تاريخ - في المخزون
إن هذا الإنسان وحيثما وجِدّ على سطح الأرض، ومهما اختلفت ظروفه وأزمنته وأحواله، تجده يحنُّ إلى ماضيه ويحاول تذكره ويروي أخبارهُ ويسجل وقائعهُ، إنه أبدأ مشدود إلى الماضي، ملتفت إلى الوراء.
وهذا ما يصدق على أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة في يومنا هذا، بعد أن انتظمت بحدود سياسية دولية تحت قيادة واحدةٍ تُظللها راية واحدة، وقد كانت في السابق إمارات مبعثرة عكس ما هي عليه الآن، اللّهُمّ إلا في الإرتباط النفسي بين سكانها.
فمنذ القِدّمِ وشعبُ الإماراتِ يدخل في إطارٍ يمثل مجتمعاً له تقاليده وتصوراته الإجتماعية وأفكاره وسلوكّه الموحِّد، يلتقي فيها أفراده على إختلاف جماعاتهم كما تلتقي حبات العِقدِ المختلفة في خيطٍ واحدٍ، يضمهم الوازعان الديني والقومي فيوحدان شعورهم الجماعي ونظرتهم لشؤون الحياة، وهم بهذا يدخلون أيضاً في إطارٍ أكبر وأشمل يمثل الشعب العربي في الخليج العربي.
وقد شكل ذلك الإرتباط النفسي داخل الإطار الإجتماعي والإقتصادي سابقاً، الحدود التي مُثَّلَتّ الحدود السياسية في يومنا هذا لما عُرف في التاريخ باسم (عُمان الشمالي)، وهو مبحث هذا الكتاب كما أنه الإسم الأصلي للموقع الذي تقع عليه الإمارات التي تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة في يومنا هذا.