أدب وروايات - في المخزون
نظر إليها مفكّرًا في تلك اللّيلة التي قضاها هناك، شغلته ميمونة وهو الذي لم تشغله
امرأةٌ من قبل، تتأمّله عويدة، تبحث عن حقيقة ما يقوله لها، للحظة ظنّت أن الحكاية
التي أخبرها عنها لم تكن سوى من نسج خياله أو ربما يمزح، رغم أنّ المزاح ليس
من صفاته، وعجبت من أنّه يجلس معها ويحكي لها شيئًا يخصّه، وناصر ليس من
عادته إخبارها بشيء، فهو بطبيعته غامض وقليل الكلام، ولم تكن تصدّق ما سَمِعت
لولا أنّها رأت القروش الفضّية اللّامعة المخبّأة في جرابٍ جلديّ جديد أحضره معه،
كدليلٍ على صدق كلامه، ورغم ذلك سألته باستنكار:
– عن تكون غزيت شيء من القبائل؟
ضحك مدهوشًا منها ومن تفاصيل الحكاية التي لن يصدّقها هو نفسه لو حدّثه بها
غيرُه.