أدب وروايات - في المخزون
عشتُ لسنوات على أمل أن تفي بوعدها الذي وعَدَتْني إياه وأنا أمسك بلحافها الأزرق عند بوابة السجن: «ما تخاف راشد، أجي أشلّك لما أطلع»، كل ما كنتُ أريده من الحياة أن تَصْدُق في وعدها وأن تأتي، أن تحتضنني وأن تضمّني وتروي عطشَ قلبي وجفافَ روحي، لكنها لم تأتِ، تركتني وحيداً أصارع وحشَ الحنين والشعور بالفقد، مرات عديدة كنتُ أصرخ، لقد كذبَتْ؛ وأصبحَ كلُّ شيء في هذا العالم بعد كذبتها، مجردَ كذبة، كذبة كبيرة أحياها؛ كي أبقى متمسّكاً بخيطِ الوهم الأزرق الذي يأخذني إليها كلَّ مساء وأنا أشمّ رائحتها التي لا تشبه رائحة امرأة أخرى غيرها.