أدب وروايات - في المخزون
«لا أعرف كيف أصف هذا الكائن العجيب. إنه شبحٌ ينفلت من رقصة دائرية تنتهي بالتحلل. لا أحتاج سوى مدة قصيرة من تتبعه وملاحظته حتى أتيقّن بأنه يوجد كائن مميز آخر غير الانسان. يخرج من عروق الأرض كأسطورة، ومن خاصرة الجذع كشكوى، ومن بقايا الأحياء كتسبيح. أتخيّله روحا للشجرة أرادت أن ترى الحياة على حقيقتها، فأطلّ بخجل ليروي قصّة أخرى لم يسمع عنها أحد. إنه ضيف ثقيل على الكائنات لأنه يغيّر حالتها ويقلب استقرارها. كنذر يخترق أعماق الموت ليخصّبه بالحياة.
إنه اختراع الحياة لتصحيح أخطائها. شيء ينمو بلا حذر لأن المكان كله له. لا يعتذر عن فضاضته لأنه رسول التراب. ينظر إلى قعر العالم، بحثا عن الجذور الأقدم للأحياء؛ فقط ليتسلى مع جهلها بتلك الجذور. ذاكرته في الوجود هي الأعظم. حامل النار من الآلهة للبشر، ومفتاح الدخول إلى الحضرات المقدّسة للغامض. به اكتشف الإنسان الروح. فمن هو الاستثنائي هنا؛ الفطر أم الإنسان؟
كامي (المريضة رقم خمسة)».