أدب وروايات - في المخزون
الحكاية في كل قصة في هذا الكتاب الممتع، صورة شيء مثلما هي حدث وجزء من حاضر حقيقي، وليس افتراضيًا خالصا كما قد نتوهّم، وهي لا تقوم بذاتها وإنّما تحتاج إلى مرسل ومرسل إليه وسياق؛ وفي هذا تكمن قدرة الكاتبة على فصل العارف عن المعروف والمدرك عن المدرك…
لقد صار لزاما علينا، في هذا الفيض من الأدب "الفيسبوكي" أو "الرقمي" خاصة الذي يزاحمنا تزاحم الظباء على خراش"، أن لا تتردّد في الاحتفاء بمثل هذا العمل السردي الرائق "السوادي حلاوة"، وأن نعيد النظر في قضايا كنّا نخالها قد حسمت مثل" الواقعي" و"النافع" أو "المفيد"، أو نرى في المعجم العامي دليلا عند كاتبة متمكّنة مثل رحمة، على أن لغة أقل "سموا" يمكن أن تكون مصدرا من مصادر الأدب، أو أنّ بميسور الكاتب أن يُسائل الكلام العادي وأن يستنبط منه فكرة أو موضوعا.
ومن حق أي كاتب أن يستخدم هذه الكلمات "كلمات القبيلة". نقول هذا حتى لا نخلط بين السجلات، على نحو ما نجد حتّى في البحوث الجامعيّة، وشتّان بين ظاهرة أدبية أو مذهب أدبي مثل "الواقعيّة" ومقولات ومفاهيم تتعلّق بأساليب الأداء الفني ووظائفه ومعانيه ودلالاته.