أدب وروايات - في المخزون
بقيت مهدودا، متناثرا على مقعدي الأحمر الوثير، تئز أنفاسي كأزيز المحموم، ألقي بذراعي خارج المقعد، يعلو وجهي شحوب الموتى.. الموت! الموت الذي أرغب إليه؛ فتطيش سهامه عني ويستبقيني تحت دركات هذا الهوان، مهرولا كل ليلة في هذا الحال البائس!! من ميساء إلى مصطفى، من نجيبة إلى كل أولئك المسكون ليلي بأشباحهم. المعتادين على التربص بساعة نومي وراحتي لأبقى حتى الفجر في هذا الوضع المهين!
ما عدت أجد ليلا أسكن إليه، كل ليلة تمر بزوابعها الهوجاء، تجيش في طوايا كتماني.. إلى متى يا الله، هذه الإبادة ؟؟! إلى متى أبيت مشردا بأغلال جرائمي؟؟! إلى متى تنوء عني سبلك؟!! ألا أستحق أن تهديني؛ لأتوضأ من سرمدية نورك ؟! ألا تراني يا الله، قد تعبت ؟؟! ألا يتسع لي ليلك مرة لأنام مرتاحا ؟؟؟!!!