أدب وروايات - في المخزون
أشرقَت الشَّمسُ لكنَّها بدَت منذرةً بأمر ما. هكذا توجّسَت نفسه، وتمتمَ ببضع كلمات ليستجمع شجاعتَه. وقف على قدميه، ومال برأسه يبحث عن عصاه الغليظة، مشى ببطء على أطراف أصابع قدميه باتِّجاه ذلك الكائن. وقف منبهراً عندما اقترب من حارس الجبل؛ أغمض عينيه وفتحهما مرَّةً أخرى، ثمّ نظر إلى الجسد الهائل. كان ضخماً عريضاً، كثيفَ الشَّعر، ملامحه لا تظهر بوضوح، ولم يعلم محلَّ رأسه من محلِّ قدميه؛ إذ بدا جثَّة هامدة لا تتحرَّك. الأرض تحته كانت مبتلَّة جدّاً، تراكمت مياهُها حولَه، وسالت إلى أسفل الجبل نحو نبع العين. فهمَ مصدر السَّيل، أو هكذا خُيِّل له، لكنّه تساءل: “كيف لهذا المخلوق الغريب أن يُصدر سيولاً جارفةً تهدِّد منطقتهم بأكملها؟!”.