أدب وروايات - في المخزون
يشتغل السّرد القصصي عند القاصّ سعيد الدرمكي على ثيماتٍ عدّة، إلا أنّ جلَّها يستعيد الواقع العقِدي والأسطوري الذي كان المجتمع العُماني غارقًا فيه. ففي هذه المجموعة ثَمَّةَ محاولةُ ارتدادٍ إلى تلك اللحظةِ المفصليّة من حياة المجتمع الذي شهد حينها مخاضات التمرّد على الأعراف والأُسطوريمات المكدَّسة على كاهل الإنسان العُماني.
هذا الاشتغال - سواءً أكان بِوَعْيٍ أم بغيرِه - يؤكد أنّ الأسطورةَ لا تموت عند الشعوب بشكلٍ تام، وإن كانت قد تشظّتْ ذات لحظةٍ في مجتمعِنا، وخفتَتْ شعلتُها في مرحلة زمنيّة معيّنة، إلا أنّ تحت الرّمادِ أُوارًا تَسْتَوْقِد منه الفنونُ في مسيرتها. ولعلَّ القاصّ يدرك فاعلية الأسطورةِ في مخيال المتلقّي، وترحالها إلى نقطةٍ قَصِيَّةٍ في النّفس تتعطَّل معها بقيّة الحواسّ.
هذه التجرِبة القصصية شاهدٌ دراميّ على مرحلةٍ من مراحل الحياةِ في المجتمع العُماني.