أدب وروايات - في المخزون
يقدّم عادل الحمداني في هذه الرّواية شخصيّاتٍ تنبض بالحياة، فيتورّط القارئُ مَعَها في مشاعرِها، ويسمعُ همسَ قلوبها إذ تسترجع ذكرياتِها، ويوشك أنْ يلامسَ تفاصيلَ الأمكنة الّتي ترتحلُ خلالَها.
ويُحسَب للكاتب أنَّه طعَّم القالب الرِّوائي المتعارف عليه بعناصرَ جديدة منحته مزيدًا من الجمال، دون أنْ تُضعف رصانتَه أو تُفقدَه تشويقه الحكائيَ، فاتَّسمت الرِّواية في مقاطعَ منها بطابع توثيقيٍّ نَقَلَ للقارئ تفاصيلَ الزَّمن العمانيّ في سبعينيّات القرن العشرين وثمانينيّاته، وأخذه كذلك في رحلة عبر الجغرافيا التونسيّة، وأطلعه على معالمها الطبيعيَّة والأثريَّة التي منحت هذا البلدَ تفرّده.. وهو إلى ذلك، تنقَّل بين أعمال روائيَّة خالدة، فامتزج سردُه بها، اقتباسًا وتناصًّا وإحالةً، في بناء مُحكم مليء بالتَّشويق والانتظار.
ولعلَّ اللافت خلال ذلك أنْ تجتمع عُمان وتونس في متن روائيّ واحد اجتماعًا يجعل البعيدَ قريبًا، ويذكّر بما كاد يُنسى في عالمٍ فرضَ على الإنسان اغترابًا حتى عن نفسه!