أدب وروايات - في المخزون
قال محمد الحارثي لأصدقائه: أريد من قلبي المريض أن يمهلني حتّى أتمّ كتابيّ الأخيرين.
وأمهله.
صدرت النّاقة العمياء في 2018، وقاد محمد الحارثي خطام ناقته بتوقيع كتابه في آخر معرض للكتاب يحضره، في مسقط، في فبراير2018 .
ورقد مخطوط كتاب رحلاته الأخيرة مكتملًا في حاسوبه الشخصي.
كنّا نستمع إليه وهو يحكي بحماسة عن كتاب الرّحلات الجديد عن سرنديب أو سريلانكا، نتابع خطواته المثقلة بالمرض، وروحه المتحررة بالأمل إلى نيغومبو ونوراليا وكولمبو وجفنة، وأخيرًا إلى مقهاه المفضّل في مسقط لتنقيح مخطوطته الأخيرة.
ثم توقّف القلب الضّاج بسر الأسفار وشغف الحياة، وألقى الرّحالة الأخير عصا التسيار.
تعرف ابنته ابتهاج أنّ الكتاب الأخير قد أُنجز فعلًا، وبعد عناء فكّ شيفرة حاسوب الشّاعر المحمول، وجدنا “الفلفل الأزرق” جاهزًا تقريبًا.
في كتابه الرّحلي الثّالث يطوف بنا محمد الحارثي بعينه اللاقطة، وبراح رؤيته، وتسامح روحه، وانفتاح تجاربه في سرنديب كما لم نعرفها من قبل.
جوخة الحارثي
الروائية الحائزة على جائزة مان بوكر العالمية عن عام 2019