أدب وروايات - في المخزون
لأنه كان يملك مكتبة تحوي "ماركات مسجلة"، ولأنه ما من مرة طارت تحف [ = كتب ] كأنما حَطَّت عليها يد جنية، كان يبدي حذرا شديدا من زيارة الأصدقاء. بالمناسبة؛ كانت هذه المكتبة تشغل كل الشقة، حتى رفوف المطبخ كانت تحوي من الكتب ما لا تحوي من الأواني. وكان كلما زاره صديق - حتى الوفي الذي لا تمتد إليه الظنون - إلا وتحول إلى عساس يتوقع المداهمة. حتى القهوة كان يعدها في كامل التشويش؛ عين على الإبريق حتى لا يفيض ، وعين على الضيف حتى لا يخون. ما يضجر الرجل أكثر هو أن يضطر - في حضور صديق - إلى دخول دورة المياه. كم من مرة كادت مثانة الرجل تفيض من طول الحبسة؟! لو كان لا يملك مكتبة، كان على الأقل ليطهو القهوة مرتاح البال وليشرب «أخت الوقت على مهل. ثم ما جدوى أصلا مكتبة قد تؤدي إلى تفجير مثانة المرء ؟!
محمد الساهل