أدب وروايات - في المخزون
الحلم أفيون العاجز يا دكتور .. نحن نصاب بالأحلام حين يكون متعذرا أن نصاب بالحياة . . لكن الأحلام حياة أيضاً، وإن زارتنا أثناء التمرن اليومي على الموت .. بل وحياة أجمل بكثير من الحياة الحقيقية . . حياة كما نحب ونشتهي .. أحب الأحلام وتحبني يا دكتور .. وأحب الحياة ولا تحبني رغم أنني على قيدها منذ ولادتي ولم افكر مجرد التفكير في كسر هذا القيد ... يبدو أن ثمة من وشی بي عندها فأخذت عني فكرة خاطئة .. وعندما تسيء الحياة فهمك فسوف لن تنال منها إلا الاستهزاء والسخرية . . بت أحفظها جيدا هذه الشمطاء الماكرة . . عندما يبدأ الملل بالتسلل إليها وتخامرها رغبة في التسلية ترمي لي بفرح صغير كما ترمى عظمة لكلب .. وما إن يبدأ الكلب بمصمصة العظمة حتى تنزعها منه بقوة، كاسرة بعض أسنانه بينما تتقلب هي على قفاها من الضحك . . حين رمت لي بعصافير لم أك بحاجة إلى كبير ذكاء لأدرك أن في الأمر شركا، ولكن عصافير ليست عظمة صغيرة .. إنها وليمة عشق تكفي لإشباعي مدى الحياة والموت .. ألا تستحق المجازفة يا دكتور؟. .