أدب وروايات - في المخزون
وعند الحديث عن لغة الجسد لدى الإبل ومحاولة قراءتها واستنتاج ما تشعر به، يضطر صاحبها في بعض الأحيان إلى الاستجابة لمخاوفها وتهدئة قلقها، ومحاولة التخفيف من آلامها الجسدية واضطراباتها العاطفية، وهنا يعلم أصحاب الإبل أن عليهم تقديم المساعدة دون انتظار شيء في المقابل والابتعاد عن الأنانية. وقد أخبرني من قابلتهم من هؤلاء الملاك بأنهم اكتسبوا قدرا كبيرا من الرحمة والتعاطف بفضل ارتباطهم الوثيق بالإبل وطبيعة علاقتهم بها، ووصف نصفهم الإبل بأنها "الصاحب الوفي"، فهي تمنح صاحبها الحب والعطف والدعم بنفس القدر الذي يتلقاه من أفراد عائلته، وفي هذا السياق حدثني مبارك الوهيبي في الفصل الرابع قائلا:
"علاقتي بإبلي فريدة من نوعها، فهي صبورة وتتفهم ظروفي الخاصة، وهذه الخصائص لا توجد إلا في الإبل، فعندما أغدق عليها الطعام وأكرمها، تظهر امتنانها، وعندما لا أستطيع توفير كثير من الطعام، فإنها تتفهم ذلك وترضى بما أقدمه لها من أساسيات المعيشة.
ومن هذا الحديث يتضح أن الحب المتبادل بين الإبل ومالكها هو حب غير مشروط."