تاريخ, أعمال وإقتصاد - في المخزون
كانت عُمان من أهم المراكز التجارية المعروفة؛ قبل ظهور الإسلام، وظلت كذلك لتصل شهرتها التجارية والأرباح التي تُدرها التجارة فيها إلى المناطق المجاورة لها؛ بحكم موقعها الجغرافي المطل على أهم المسطحات المائية: الخليج العربي، وبحر عمان، والمحيط الهندي.
فقد اهتم أغلب الباحثين في دراساتهم عن عُمان على التاريخ السياسي، ولم ينل الجانب الاقتصادي ودوره في الأحداث السياسية والاجتماعية خاصة إلا اهتماما متواضعاً، لتأتي الدراسة بهدف إبراز دور النشاط التجاري في عُمان (خلال القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي)، لما شَهِدَتْهُ فيه من تحولات سياسية واجتماعية أثرَتْ في الحركة التجارية، وظهور الموسوعات الفقهية بفتاواها الفقهية التي يمكِنُ عَدُّها من المصادر المهمة التي تكشف الجوانب الحضارية للتاريخ العُمَانِي، وتَرْفِدُ الباحث بمعلومات قيمة عن النشاط الاقتصادي والمعاملات التجارية، ومن هنا جاء اختيار الباحثة للتنقيب في موسوعة فقهية تعد من الموسوعات الفقهية المهمة في تلك الحقبة الزمنية من (القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي)، هي كتاب "الضياء" لِلْعَوْتَبي؛ في محاولة لتبين ملامح النشاط التجاري والوقوف عند صوره وآثاره، في ظل ندرة المصادر التاريخية العُمَانِيَّة المؤرخة للتجارة خلال مدة الدراسة.
تَكْمُنُ أهمية الدراسة من منطلق ما يمُثْلُهُ النشاط التجاري في القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي من حضور في تاريخ عُمان، كما إِنَّ التنقيب في المصادر الفقهية ذو أهمية في سَدِّ الكثير من الثغرات في سيرورة التاريخ العُماني،
أما الأهمية العلمية فتتمثل في الاستفادة من نتائج الدراسة لبيان دور عُمان في النشاط التجاري، وكيف أسهم العُمَانِيُّون في حركة التجارة الإقليمية والدولية.