البحر، ذلك الأزرق، العميق، والسحري والكبير في عيون كل من ينظر إليه أول مرة والمتماهي داخلنا نحن الذين نسير على ساحله كل يوم.فهنالك بجانب المياه الخالدة وطن وحكايات عشق، ووجود أزلي.وعندما نحاول أن نكتب تكون أقلامنا من أشجار النخيل المتعالية في خيلاء يقيني أمامنا، بينا دواة حبرنا، ذلكك البحر بكل ما يكمن فيه من أسرار وغموض، وسير حثيث نحو السرمدية.فلا يمكن لأحد أن يلوم كاتبا ولد بجانب البحر أن تكون كلماته بعنفون مالح، وأصوات طيور مهاجرة، ونظرة مرتقبة في عين صياد امتهن الصبر الجميل، بينه وبين مصدر رزقه.فتجربة الكتابة بمنأى عنه ممارسة للخيانة العظمى التي لا تغفر ولا تنسى.ذلك ما يمكن أن يهمس لك به هذا الكتاب، وكاتبته، كلما غازل القمر البحر في مده وجزره.
رحمة المغيزوية