على مستوى الإنتاج الفكري العماني ظهرت المنظومات في وقت مبكر نسبيا، إذ أن أقدم منظومة علمية عمانية تعود إلى القرن (3هـ/9م)، وقد تصاعد الاهتمام بهذا الفن عبر القرون حتى وصل إلى أوج كماله وسعة تغطيته لمجالات كثيرة في القرن (14هـ/20م)، وغالب هذا النظم كان يدور حول علوم الشريعة الإسلامية، خاصة علم الفقه، ومع الاتفاق أن التاريخ من حيث هو علم لم يحظ بشكل عام بذلك الاهتمام الكبير من قبل العمانيين، غير أن المزج المتنوع، والتشابك الكثير بين الفقه وغيره من العوم في تاريخ الانتاج الفكري العماني يجعل لنا فسحة في التحرر من الفضل الحديّ الدقيق بين العوم، واعتبار ما ورد من ذكر شامل ومستقل للتاريخ في المنظومات الفقهية العمانية نظما تاريخيا أو التأريخ في إطار الشعر النظمي. وهو ما يظهر بشكل جلي في المنظومتين محل الدراسة، حيث إنهما في الأساس منظومتان فقهيتان لكنهما احتوتا على ما يشبه الباب الواسع المستقل حول السير والتاريخ، الذي اختتم به النظم في كلتيهما.