ماذا يريد البشر أكثر من هذه الدروس النادرة والضرورية لاستمرار الحياة البشرية بشكلها القذر الوحشي والأناني؟ العلماء وهم يدرسون مآل الكون في طريقه إلى الاندثار، تحدثوا عن اندثار الإنسان وأتباعه من الثدييات والطيور والحشرات، وأبقوا لإكمال مسيرة العيش بها، الفئران والصراصير فقط، بمعنى ألا تصل إلينا من شقوق الأرض وجحورها سموم الغازات السامة، التي ابتدعها الإنسان متفاخرا بأكذوبة علمه وتحضره وتفوقه على الكائنات الأخرى، البوليس السري والعلني أنصفنا أيضًا، عندما بحث مليا عن القتلة ومهربي المخدرات وكافة أشكال المجرمين من البشر والحيوانات، استبعد الفئران من قائمته، الفئران لا تقترف جرائم البشر، وديعة آمنة مسالمة، لذلك لا تعرف أبدا سر كراهية الإنسان لها، فضلًا عن خوف الإنسان من أي تفاهم، قد يحدث مستقبلا بين الفئران والقطط، تقول أمثالكم (إذا تصاحب القط والفأر وا خراب الدار)، الرسل والأنبياء أدركوا جيدا طيبة قلوبنا، لذلك لا ذكر لنا في الكتب المقدسة، ما يحرّض على كراهيتنا وإبادتنا، وهذا البيان بمثابة احتجاج نرفعه ضد التاريخ البشري وكراهية الإنسان لنا.
سماء عيسى