الكوارث الطبيعية والأوبئة في بلاد الشام
1- 500هـ/ 622- 1107م
أسهمت الكوارث الطبيعية والأوبئة في تشكيل تاريخ الإنسان عبر العصور، فعظم وطأتها وجسامة خسائرها البشرية والمادية تركت آثارًا على مختلف جوانب حياته، ولكنها في الوقت نفسه كانت نواة لتقدم البشرية في مختلف المجالات أيضًا؛ عبر إجراءات اتخذتها الدول، ومهارات وأساليب أبدعها البشر في مواجهتها، سعيًا منهم لاَّتقاء أخطارها وتخفيف نتائجها واحتواء آثارها. وقد تنوعت مصادر تلك الكوارث؛ فمنها ما يكمن بباطن الأرض، وآخر يدب على سطحها، وثالث يَنقَضُّ من سمائها؛ ما بين حركات لصفائح بنيوية وضغط بباطن الأرض، وريح وماء متساقط وجار، وقوارض وحشرات وطفيليات وهوام؛ لينتج عن كل ذلك زلازل وبراكين، وسيول وفيضانات، وثلوج وجليد وبرد، وعواصف وأعاصير وصواعق، وجفاف ومجاعات، وطواعين فتاكة وهجمات جراد واجتياح فئران.