تعلمت حركات المقاومة أن على الشعب الفلسطيين أن يعتمد على نفسه وقدراته، وأن الاعتماد على الدول العربية ليس سوى مضيعة للوقت، ورغم أن هذه الحقيقة مؤلمة إلا أنها أفادت فصائل المقاومة الفلسطينية، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من القوة والنجاح، ولقد جمعت في هذا الكتاب بعض المقالات التي كتبتها في جريدة عمان عن طوقان الأقصى على مدى تسعة أشهر. وسميت الكتاب ما بعد السابع من أكتوبر، ليس فقط لأن جميع مقالات الكتاب كتبت بعد هذا التاريخ، ولكن أيضا لأن السابع من أكتوبر بات اليوم تاريخا عربيا مشرفا لا يقل في أهميته ـ إن لم يكن يزيد ـ عن تواريخ عربية مشرفة أخرى، مثل السادس من أكتوبر على سبيل المثال، وقد حرصت على أن أترك هذه المقالات ـ إلا فيما ندر ـ كما نشرت لأانها تعبر عن الفترة التي كتبتها فيها، وحتى لحظة نشر الكتاب فإن المعركة ما زالت مستمرة، ولا تزال نتائجها غير معروفة، ولم يئن الأوان بعد لمعرفة النتائج النهائية ومهما يكن فإن النتيجة النهائية لا تعرف إلا بعد وقف إطلاق النار وتوقف القتال، ولا يعني ذلك أبدا أن المعركة التي خاضتها المقاومة هي مغامرة كما صورها البعض فهي سلسلة من معارك طويلة في الحرب ضد إسرائيل.