عندما فتحت وصية أبي الذي تركها لنا بعد وفاته، كان فيها هذا الحوار دون ذكر لأسماء شخصيات وأمكنة، كان يتعاطى الأدب ويحب الشعر ولديه مكتبة كبيرة ولكنه لم يكتب في حياته كتاب لنعلم ما يجول بخاطره، وليس متديناً لدرجة الزهد مثلاً ولا متشدداً لينعكس آثار ذلك علينا، إنما كان متوسط الحال في السيرة والمصير، له صداقات كثيرة مع الناس بحكم التجارة وسفره الطويل أحياناً إلى خارج البلد، هل كان أبي يحاور نفسه؟ كما يفعل الكثير ممن يكتبون شهادتهم عن شيئا ما غامض وملتبس سين من الناس وكان يخاف عليه، فلم يذكر الاسم.