كان الليل مقبلا بروائح من ماتوا
عابقة بروح الصحاري والنساء الدافقات بالحنين
قبل أن تدلهم المجزرة ذات عتمة
العتمة التي ساقتها جحافل الحديد
الرابضة على الأرض كالصدأ
متسكعة في الصدور بالغل الحار
على الأرصفة لم يكن فجر
لم يكن وطن
كنا قطيع من البدو
حزانى وجرحى ومشردين
النسيم يهب من جهة النهر
لزجا جارحا بالهزائم
، وجه الزعيم المنبعج جراحه في النزيف
لونه يملأ الأرض بالنحيب
والثورة المضرجة بالاحتضار
كانت تنهض من خلف الضباب
كالجنازات