دراسات وفلسفة وفكر - في المخزون
سعت هذه الدراسة إلى سبر أغوار منطقة جديدة في أدب السيرة الذاتية، وهو سيرة الطفولة (محكي الطفولة). التي بدأت تتشكل في الأدب العماني الحديث، وذلك من خلال دراسة تجربة الكتاب الثلاثة: محمد العريمي، وعبد الله البلوشي، وعادل الكلباني. وقسمت هذه الدراسة إلى مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول، وخاتمة. حيث تعرض التمهيد لموضوع إشكالية المفهوم، وتناول تجربة الغرب، والعرب، والعمانيين في مجال الكتابة السير الذاتية. وتضمن الفصل الأول موضوع الطفولة في الأدب العربي، والوقوف على أول محكي طفولة عربي، وهو الأيام لطه حسين، وتضمن أيضا الوقوف على التجربة العمانية في مجال كتابة محكي الطفولة. وتناول الفصل الثاني قضية الذاكرة والنسيان في أدب السيرة الذاتية، فذكريات الإنسان بشكل عام، وذكريات الطفولة بشكل خاص في الكتابة السير الذاتية مرتبطة بالذاكرة، وإن تذكر الكاتب للأحداث والذكريات الخاصة لا يعني قدرته على استرجاعها خالصة وواضحة كلحظة حدوثها؛ لأسباب إرادية، ولأسباب خارجة عن إرادته. وبما أن نص السيرة الذاتية يشكل خطابا حكائيا يسرد حياة المؤلف الماضية، فلابد أن يسرد بشكل فني، لذلك تناول الفصل الثالث العناصر الفنية لمحكيات الكتاب الثلاثة: محمد العريمي، عبد الله البلوشي، عادل الكلباني. أما الفصل الرابع فتناول أهم دوافع كتابة المحكيات الثلاثة وموضوعاتها، فقد تباينت دوافع وغايات الكتاب الثلاثة وراء عرض محكياتهم ما بين دوافع عقلانية كالتبرير والشهادة، ودوافع عاطفية كالتباري مع الزمن، والبحث عن الذات. وإن اختلفت دوافع الكتاب الثلاثة في كتابة سيرهم، فإنها توحدت في موضوعاتهم. فكل موضوعاتهم كانت تدور حول موضوعين أساسين هما: الواقع التعليمي، والواقع الاجتماعي بكل أشكالهما. وانتهى البحث بخاتمة تناولت اهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة.