دراسات وفلسفة وفكر - في المخزون
مع أن عامة الناس هم من يقوم على أكتافهم التاريخ إلا أن لهم حضورًا ضامرًا فيه؛ محلّيًا ، نجد أن أدبيات التاريخ تقتصر على السياسة، دولة وإمامةً ، ومن مثّل وأيّد هذه وهذه ممن كان على رأس الهرم الاجتماعي؛ بل إنّ أدبيات الكتابة قبل ظهور الرواية في المشهد الثقافي من غير التاريخ، كالشِّعر والدين، قلما انشغلت بـ«اليومي» و«العادي»؛ لذا لنا أن نقول إنّ الرواية تعدّ نقطة حاسمة في مسار الثقافة والفكر العماني، فالحاضر بناسه، خيرهم وشرهم، كبيرهم وصغيرهم، شيخهم وخادمهم، ببيئاتهم وخلفياتهم، بلغاتهم ولهجاتهم، يشكّل المادة الأساسيّة لها ، فشخصياتها ليست ملوكًا ، ولا أمراء، ولا أئمّة، ولا شيوخًا ، ولا أعيانًا ، ولا أصحاب وجاهة، وإنما هم عوام الناس وبسطاؤهم.