أدب وروايات, دراسات وفلسفة وفكر - في المخزون
المعنى الذي يتحدث عنه بازوليني حول الواقع باعتباره صنعاً ونتاجاً لتأويل ما تقوده إلينا حواُّسنا المحدودة باعتباره ما نسميه "الواقع الموضوعي" يجد صدى قوياً لدى مخرج سينمائي عظيم آخر تصطبغ أعماله بِهَوَسٍ كثيف ذي شأن يخص القلق الفلسفي حين يتعلق الأمر بسؤال الزمن، وهو تاركوفسكي، حيث يؤكد هذا على الانتقائيَّة والتقطيعيَّة التشريحيَّة في علاقة السينما بالزمن. وفي هذا فإنه يعرِّف عمل المخرج السينمائي بأنه "النحت في الزمن"، إذ أن عمل صانع الأفلام مُقارَنٌ هنا بعمل النَّحات الذي "يأخذ كتلة من الرخام، ويزيل كل شيء لا يشكل جزءاً من ملامح الصورة المنتهية لعمله، والذي هو [أي النَّحات] واعٍ داخليَّاً بها". وفي هذا السياق، يتدبر فيلم راشومون أمره في البوح بنفسه بوصفه نتاجاً نهائيَّاً لعدة مصادر متضاربة كلها متجذرة في الزمن نفسه، ولكنها ترى ما حدث في الواقع بصور مختلفة.