شعر, دراسات وفلسفة وفكر - في المخزون
إنّ الولوج إلى عالم المعلّقات العشر، يكشف عن حضور مكثّف للدّراما، إذ يمكن لمن يسبر أغوار تلك المعلّقات استخلاص النّزعة الدراميّة من بين مفرداتها، بل إنّها قد تصلح أن تكون نصوصًا حواريّة (سيناريوهات) مكتملة العناصر إلى حدّ ما.
إلّا أن هذا الرأي قد ينطوي على قدرٍ من المجازفة والاستعجال، إذ إن النصّ الشّعريّ يبقى جنسًا أدبيًّا، والنّصّ الحواريّ جنسٌ أدبيّ آخر كما هو معلوم، لكن رغم ذلك فإنّ التّداخل بين الأجناس الأدبيّة أمرٌ مسلَّم به في الدّرس النقديّ الحديث.يتناول الباحث موضوع “النّزعة الدّراميّة في المعلّقات العشر”، محاولًا الإجابة عن أسئلة من قبيل: ما درجة حضور الدّراما في المعلّقات العشر؟ وهل اشتملت المعلّقات على كلّ عناصر البناء الدّرامي؟ وما المصادر التي استلهم منها شعراء المعلّقات مشاهدهم الدّراميّة؟ وما درجة حضور تلك المَشاهد في معلّقاتهم وما آليّات توظيفها؟ وما القصص والصُّور التي شكّلت الأحداث الدّرامية؟ وما تقنيّات توظيف عناصر البناء الدّراميّ في المعلّقات؟ وكيف تبدو الحبكة الدّراميّة فيها؟ وهل يمكن أن تشكّل المعلّقة رؤية بصريّة للأحداث التي يعرضها الشاعر مع توظيف فكر المتلقّي وخياله؟ وكيف تأتّى للشّعراء الجاهليّين الوصول إلى ذلك البناء الدّراميّ؛ أكان ذلك بوعيٍ منهم أم من دون وعي؟