شعر, دراسات وفلسفة وفكر - في المخزون
يزخر الشّعر العربيّ على مرّ العصور الأدبيّة عمومًا والشّعر العُماني على مرّ عصوره الأدبيّة خصوصًا بالقيم الخلُقية؛ لأنّ ذلك ناشئ من ارتباط الإنسان العربيّ بقِيَمه وأخلاقه وعاداته منذ القِدم، فالعربيّ قديمًا معروف بأنفته وأخلاقه مع بني جلدته وغير بني جلدته، وعندما جاء الإسلام أكّد على تلك القِيَم وأضاف عليها قيمًا أخرى مستوحاة من تعاليمه.
تهدف هذه الدّراسة إلى توضيح مدى تأثُّر الشّعر العُمانيّ الحديث (ديوان أبي مسلم البهلانيّ مثالًا) بالقيم الخلُقيّة المستوحاة من تعاليم الإسلام ومبادئه وقِيَمه وأخلاقه على وجه التعيين، من دون إغفالٍ للجانب الفنّيّ والأسلوبيّ.
وقد طافَ الباحث بالشّعر العربيّ على مرّ عصوره الأدبيّة بدءًا بالعصر الجاهليّ، مرورًا بالعصر الإسلاميّ، ثم الأمويّ، يليه العبّاسيّ، وصولًا إلى العصر الحديث، ثم وقفَ على الشّعر العُمانيّ على مرّ عصوره بدءًا بالعصر النبهانيّ، ثم اليعربيّ، مرورًا بعصر الدّولة البوسعيديّة، ووصولًا إلى عصر الشّاعر البهلانيّ، لتبيان مدى تأثُّر شعراء تلك العصور والأزمنة بالقيم الخلُقية في أشعارهم. واتّبع الباحث في دراسته المنهجَ التحليليّ الوصفيّ، حاشدًا نماذج شعرية كثيرة في هذا الموضوع، مع الترّكيز على روح النّصّ الشّعريّ والغوص في أعماقه. ويتّضح للقارئ من خلال البحث التحليليّ للنّصّ وللنّماذج الشّعريّة المدروسة قوةُ الشّاعر أبي مسلم البهلانيّ الإيحائية وتمسُّكه بالمثل الأعلى.