دراسات وفلسفة وفكر - في المخزون
اهتمت علوم كثيرة بدراسة النصوص، ليس علم النص أولها، فقد تقدمه إلى ذلك علم البلاغة واللغة والشعر والأسلوبية، إلا أن ما يميز علم النص هو إقباله الكلي على النص، في حين أن تلك العلوم تقبل على النص جزئيا وتدرس منه ما تحتاجه فقط، فالبلاغة تأخذ من النص بلاغته، واللغة تأخذ منه لغته، والشعر يأخذ شاعريته. ولما كان النص النبوي أسمى لغة وأبين فصاحة وأرقى أسلوبا بعد القرآن الكريم، فإن تطبيق نظرية علم النص عليه برأي المؤلف، سيفتح للدراسات النصية منحى جديدا صوب النص النبوي، لا سيما أن المختار من النص النبوي هو المعاهدات السياسية النبوية، وهي نصوص سعى المؤلف من خلال تطبيق هذه النظرية عليها إلى اكتشاف الوسائل النصية المحققة لتماسك هذه النصوص، وإلى معرفة أسلوب الخطاب النبوي في صياغة الدساتير والمعاهدات، وإلى اكتشاف إحدى مفردات ثقافة الوثائق السياسية في العهد النبوي؛ بعدها نموذجا لنص نثري متقدم ذي طابع رسمي.