تعكس فصول هذا الكتاب مجالات تخصصيا من مجالات البحوث والدراسات الإعلامية يسمى السياسة الإعلامية، التي أعتبرها موضوعا شموليا عاما، ومظلة واسعة وأساسية لكل مكونات وأدوات تنظيم، وإدارة وتشغيل وسائل الإعلام والاتصال في أي مجتمع من المجتمعات. والمصطلح شمولي الاتجاه أيضا، لأنه يرتبط بكل عناصر العملية الاتصالية من مرسل، ورسالة، ومستقبل، ووسيلة، وجمهور، ولا يمكن التفكير في سياسة إعلامية تتعامل فقط مع أحد هذه العناصر دون التأثير أو التقاطع مع العناصر الاتصالية الأخرى.
وتتقاسم السياسة الإعلامية، مكانتها وأهميتها مع عدد من السياسات العامة الأخرى التي تعنى بقطاعات مجتمعية مختلفة ومتعددة، وتتفاعل معها، ويمكننا القول بأن السياسة الإعلامية تتفوق نسبيا على غيرها من السياسات القطاعية المتخصصة، بسبب مكانة وسائل الإعلام وقوتها ودرجة تأثيرها ودورها في نقل وشرح وتفسير مكونات السياسات القطاعية المختلفة، والتأثير في دعم الجمهور لتلك السياسات أو نقدها والانصراف عنها.