هذا الكتاب الذي يعود بمعلوماته القيمة إلى مطلع سبعينيات القرن الماضي، يُعتبر من أوائل الكتب التي حللت تطور أنماط الاستيطان والعلاقة المتداخلة بين الإنسان والبيئة من خلال دراسة أنظمة الري في عُمان واستغلال الموارد المائية والعلاقات التقليدية بين الأرض والتنظيم الاجتماعي.
جمع الكتاب بين العمل الميداني والأدب، وهو يوضح عمق ارتباط الأيديولوجية الإسلامية واستخدام الأراضي والتنظيم الاجتماعي في الجغرافيا البشرية العُمانية، إذ درست التجمعات القبلية وتطور العلاقات التقليدية بين الأرض والتنظيم الاجتماعي، باستخدام الأدبيات الواسعة للجماعة الإباضية التي يعود تاريخها إلى 1200 عام.
ولاستكمال العمل الميداني، يوضح الكتاب الكيفية التي أثرت فيها تقنيات استغلال المياه في التنظيم الاجتماعي للبلاد وأيديولوجيتها السياسية.
في ضوء التغيرات الجذرية التي حدثت في عُمان خلال نصف القرن الأخير، ينطوي هذا الكتاب على أهمية كبيرة في توثيق أصول وتفاصيل موضوع ما زال يمس حياة الكثير من العمانيين، مستحضرا عراقة تاريخ عُمان، ومجدها التليد، وتراثها العربي الأصيل، وحضارتها التي غدت مثالا للشعوب الطامحة نحو الأفضل، فاستَحَقَّ مِنا الترجمة والنشر لإغناء المكتبة العُمانية خصوصا، والعربية عموما بذخائره.