ترتبط مقولة "الموت بالسيف" بفكرتين جوهريتين تكشفان عن حكمة خالدة. أولهما أن العنف يولد العنف؛ فمن يختار السيف أداة لفرض إرادته، سيجد نفسه يوما في مواجهة السيف ذاته. وثانيتهما، أنها تحذير... من مغبة التهور والتسرع في اتخاذ القرارات التي قد تكون عواقبها وخيمة. بعض الأضرار يمكن جبرها أو إصلاحها؛ فإذا سلب من المرء شيء ذو قيمة ، قد يُعوّض بإعادته... أما الجرح الذي يُخلفه السيف، فإنه أذى عميق، من النوع الذي يصعب التراجع عنه أو محوه، إذ يبقى ندبة شاهدة على لحظة لا تُمحى من ذاكرة الزمن. كما سيتجلّى في صفحات هذا الكتاب، يمكن القول إن اعتماد الولايات المتحدة المفرط على القوّة -أو بتعبير أدق، "العيش بالسيف"- لم يؤد إلا إلى جعلها، ومعها العالم بأسرة، أقل أمنا وأبعد عن تحقيق الازدهار المنشود. ففي زمن باتت الحاجة فيه ملحة إلى جهد بشري مشترك لمواجهة الكارثة المناخية المحدقة، تبدو الأمم الكبرى - مثل إيران والصين وروسيا والولايات المتحدة - أشد انقسامًا من أي وقت مضى، وأكثر ميلا إلى رؤية بعضها البعض أعداء لدودين يقتربون بخطى متسارعة نحو صراع مسلح محتوم.
المؤلفتان