
يعنى هذا الكتاب بالبحث عن ثيمة الدهر في شعر أبي مسلم البهلاني؛
للوقوف على أبعاد الدلالات التي اتخذتها الثيمة في شعره؛ إذ بحث الكاتب عن الدلالات اللغوية للدهر في المعاجم العربية، وعن الدلالات الاصطلاحية في البيئتين الدينية والشعرية. تناول الباحث الصور التي تجلت بهذه الثيمة في الشعر العربي عامة، والشعر العماني خاصة، فوجد أن هذه الصور قد تعددت بناءً على فعلين هما: إلحاق الفاعلية بها، وإسقاطها عنها، فحين يسقط الشعراء الفاعلية عن هذه الثيمة لا تتجاوز التعبير عن صورة الدّهر (الزمن)، وحين يلحقون الفاعلية بها تتجاوز الزمن إلى صور أخرى مستعارة، هي: الدهر الظالم، والدهر المعتدي، والدهر الخائن، والدهر المفرق ... وغيرها من الصور التي تثبت أن الفاعلية التي يغلب إلحاقها بالدهر هي الفاعلية السلبية، ووقف عند المؤثرات التي أسهمت في تشكل صورة الدهر في شعر البهلاني، ووجد أنها كانت مؤثرات عامة مثلتها البيئة والعصر، ومؤثرات خاصة اجتماعية ودينية وسياسية.