في هذا الكتاب، بذلت جهدا لصياغة بحث تأملي يهدف إلى إيضاح ما راقبته على مرّ السنوات وما قرأته في العديد من الكتب حول عمان وما سمعته في آلاف الأحاديث مع العمانيين والأجانب المهتمين بالسلطنة، وبطريقة متواضعة، ما أتوقعه لمستقبل بلد تعلمت أن أقدره. وتشكل هذه الدراسة التي تتناول تاريخ عمان وسياستها وحتى روحها، عملا مليئا بالحب؛ فعلى غرار جهودي البحثية السابقة؛ فإنه ليس بوسع المرء أن يقضي عمره يكره الموضوعات التي يدرسها ويكتب عنها.
إن الاحترام الذي أكنه لكل العمانيية من مختلف مشارب الحياة، حتى أولئك الذين لا يبادلونني المشاعر نفسها، هو أمر أعتز به. أحمل عاطفة خاصة تجاه السلطان هيثم بن طارق، الذي تعرفت عليه منذ أكثر من أربعة عقود والذي تشاركت معه ساعات مطولة من الأحاديث العميثة في مكاتبه في وزارتي الخارجية والتراث الوطني.
لعل بعض العمانيين لن يعجبوا بأجزاء من التحليلات التي أوردتها في هذا الكتاب، مع أن القراء من المواطنين هم جيل جديد شجاع للغاية ليتقبل الانتقادات البنّاءة من صديق حقيقي.