لقد تشكل مجتمع عرب الخليج منذ بزوغ فجر الإسلام على الأصول والقيم الإلهية الثابتة، والمنهج والنظام والقانون، عبر أولئك الذين أقاموا هذا المجتمع، والذين كانوا أول المستجيبين لدعوة الإسلام الخالدة، فمن هم عرب الخليج؟ وما مكوناتهم؟ وما هي استعداداتهم؟ وما هي طبيعتهم الاجتماعية؟ وما لغاتهم ولهجاتهم، وهل يجمعهم تاريخ مشترك، وعادات وتقاليد متجانسة ؟
فجاء هذا الكتاب مجيبا على هذه التساؤلات من خلال النظر في الإمكانات التأهيلية التي وضعت في محاور خمسة لعرب الخليج، هي: الإمكان الحضاري والإمكان الثقافي، والإمكان الاجتماعي، والإمكان التاريخي، والإمكان الاقتصادي.
فقد اعتبر الإمكان الحضاري أن الجزيرة العربية هي أرض الوحي والنبوة، ووضح التجربة الحضارية التاريخية للإسلام المنبعث من أرض هذه الجزيرة، أما الإمكان الثقافي فقد ركز على عالمية الرسالة وإنسانيتها، وبحث الإمكان الاجتماعي في عوامل التجانس بين أهل الخليج، وأما الإمكان التاريخي فقد وردت فيه مباحث عديدة كانتشار الإسلام في بادئ الأمر في جزيرة العرب، وانطلاقه عبر الفتوحات الإسلامية إلى مختلف الأصقاع، ثم ما آلت إليه الأمة من ابتلاءات وسوء أوضاع. وأخيراً تم إلقاء الضوء على الإمكان الاقتصادي لبلدان الخليج العربية، وماله من أدوار محليا وعالميا، ويشكل هاجس النماء والتطور والرقي العرب الخليج.