قلد أدت ثورة المعلوميات والتطبيقات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي إلى إعادة تشكيل مفهوم الأمن القومي؛ لأن التحديات الأمنية أصبحت أكثر تنوعا وتشابكا وخطورة، وظهرت تهديدات جديدة تحيط بمفهوم الأمن القومي، شملت الإرهاب الدولي، والقرصنة السيبرانية، والأوبئة العالمية، والمخاطر البيئية . وفرضت هذه التطورات على الدول تبنى استراتيجيات أكثر شمولية ومرونة في التعامل مع القضايا الأمنية.
يتناول هذا الكتاب الأمن القومي والعلاقات الدولية، من منظور استراتيجي وطني شامل، مستعرضًا النظريات العلمية والجدل الدائر بين المفكرين السياسيين وكذلك التطبيقات العملية التي تشكل هذا الحقل المعرفي بشكل واقعي. ينطلق هذا التناول من فرضية أن الأمن القومي لا يمكن تحقيقه بمعزل عن البيئة الإقليمية والدولية، وأن العلاقات الدولية تلعب دورًا محوريًا في صياغة سياسات الأمن والدفاع؛ سواء على المستوى الوطني أو على مستوى التحالفات الاستراتيجية، والتكتلات الإقليمية والدولية التي سيكون لها دور محتوي في العالم الجديد، بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وفي كل حال يظل الأمن القومي والعلاقات الدولية مجالين حيويين لفهم التحديات والفرص التي تواجه الدول في ظل التعقيدات المتزايدة للنظام الدولي.
يمثل هذا الكتاب مساهمة عملية تهدف إلى تعميق الفهم وتعزيز النقاش في هذه القضايا المحورية مستهدفًا صناع القرار، والباحثين والأكاديميين، والمهتمين بمجالي الأمن القومي والعلاقات الدولية.