أدب الرحلات - في المخزون
بالرغم من أن الساعة التي أقضيها مبحرا إليها دائمًا ما تبدو أطول من المعتاد، إلا أنني وبعد إعلان القبطان السماح بالنزول من العبارة، لا أستعجل ذلك أبدا، بل أفعله بكل روية وهدوء وتركيز، وأحب أن أفعله بطريقة تسمح لي لاحقا بتذكر أدق تفاصيلها، عدد الدرجات نزولا، الشقوق أعلى الباب المفضي إلى بطن العبّارة، اللوحات الإرشادية، ومع أول نسمة من هواء الجزيرة ترتحل روحي إلى عوالم أخرى. في اللحظة التي وطئت فيها قدماي أرض الجزيرة، نظرت باتجاه البحر وتذكرت قول الشاعر البحريني قاسم حداد: «لسنا جزيرة... إلا لمن ينظر إلينا من البحر».